دراسة | 2 على 3 من النساء يعترفن بأن جسدهن يشكل عقدة بالنسبة اليهن

 

unsplash.com


2 على 3 من النساء يعترفن بأن جسدهن يشكل عقدة بالنسبة اليهن

© iStock

انكبت دراسة حديثة على البحث في سر العلاقة المعقدة التي تربط على الدوام النساء بأجسادهن، والأرقام كانت مثيرة للدهشة

 

كل النساء في عصرنا الراهن يحلمن بأن يكن راضيات عن أجسادهن. وعدد النساء اللواتي يتقبلن أجسادهن ويرضين عن شكلها أصبح نادرا للغاية. فبدل أن يتعلمن كيف يصبحن راضيات عنه تجدهن يُضِعن وقتهن في الكشف عن عيوبه ومقارنته بالآخرين. والسؤال المطروح هنا هو لماذا نجد دائما أشياء في أجسادنا تشعرنا باللوم؟ انكبت دراسة حديثة أجراها يوغوف YouGov على الكشف عن سر العلاقة المعقدة التي تربطنا بأجسادنا والأرقام تتحدث عن نفسها.

 67 في المائة من النساء في المجموع اعترفن بأنهن يشعرن بتأزم تجاه أجسادهن وهو الشعور الغالب لدى البالغات من العمر 35 الى 44 سنة منهن واللواتي بلغت نسبتهن 82 في المائة.

 

صورة المرأة المثالية

جعل المجتمع النساء منذ نعومة أظافرهن يعتقدن بان عليهن أن يكن كبيرات ونحيفات إذا أردن الحصول على الجمال الذي يرغبن به. وتلك صورة المرأة المثالية التي لطالما سوقت لها وسائل الاعلام ورسخها بروز وسائل التواصل الاجتماعي.

 

فعلى انستاغرام كثيرات هن اللواتي سقطن في فخ الانبهار بالجسد المثالي. والدليل على ذلك أن 8 نساء على 10 (ما نسبته 86 في المائة) يأكدن على أن الإعلانات تكرس العقد لدى النساء. هذا ويساهم كل وسائل التواصل الإجتماعي (بنسبة 79 في المائة) والتلفاز بنسبة (بنسبة 84 في المائة) من حدة هذا الإحساس السلبي بالنقص.

 

Photo by JAFAR AHMED on Unsplash


تغيير شكل الجسد لتقبله بشكل أفضل؟

وبما أن النساء يعانين من الأحكام التي تصدر باستمرار في حقهن بسبب مظهرهن وشكل أجسادهن فإن النساء يستطعن في بعض الأحيان فعل المستحيل لكي يكن في "المستوى المطلوب" ولو كلفهن ذلك تغيير شكل اجسادهن. ووفقا للدراسة ذاتها فإن كل امرأة من بين 10 نساء قد أقدمت فعلا على عملية جراحية تجميلية (11 في المائة) وذلك بغرض الحصول على ثقة أكبر في أنفسهن. وإذا كانت 12 في المائة من النساء ينوين الأقدام على عملية تجميلية في المستقبل فمن الملاحظ أن الشابات منهن يعتبرن أكثر تشبتا بهذا الخيار: 25 في المائة من البالغين من العمر 18 الى 24 سنة و24 في المائة من البالغين من العمر 25 الى 34 سنة يؤكدن على أنهن مستعدات للإقدام عليها مقابل 6 بالمائة من البالغات 55 سنة من العمر أو أكثر.

 

هنا أيضا وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تتحمل المسؤولية الكبرى حيث نلاحظ أنها مكان تقدم فيه العمليات الجراحية التجميلية على أنها عادية جدا ولا تشكل أدنى مشكل: شفاه منتفخة، مؤخرات كبيرة، وصدور وافر... كل ذلك يجعل المراهقات والراشدات من الفتيات يحلمن بالحصول عليها والتشبه بالنساء اللواتي يمتلكنها. وكي يحققن حلمهن فإن أغلبهن يقدمن فعلا على العمليات الجراحية بهدف تقويم أعضاء جسدهن التي لا تروقهن.

 

 إلا أنه في الوقت الراهن صارت النساء في حاجة الى التشبه بنساء حقيقيات، ذوات أجساد طبيعية بالرغم مما قد يشوبها من انتفاخ طبيعي أو ندوب أو تجاعيد الخ، وهذا ما جعلهن يتصالحن أخيرا مع أجسادهن، هذه ليست الا بداية الوعي ولا يزال الطريق طويلا كي تحرر المرأة نفسها من قيود التبعية والتقليد...

 

ليست هناك تعليقات