كيف تعرف أنه يحبك/أنها تحبك فقط طمعا في المال؟


micheile-henderson-ZVprbBmT8QA-unsplash

كيف تعرف أنه يحبك/أنها تحبك فقط طمعا في المال؟

لا شك أن المال يشكل هاجسا كبيرا وله مكانة معينة في العلاقة بين الرجل والمرأة في جميع مراحلها، سواء قبل الزواج؛ في مرحلة التعارف والخطوبة أو بعده. لكن السؤال المطروح بهذا الصدد هو كالآتي: ما هي المكانة التي يجب إعطائها للجانب المادي سواء من طرف المقبلين على الزواج أو المتزوجين؟  ومتى يجب اتخاذ الصرامة فيما يتعلق بالمال؟

 أحد الخبراء في العلاقة الزوجية يجيبنا عن هذه الأسئلة.

المضامين:

1.     هل ينبغي عليكما اثارة مسألة المال منذ البداية؛ أي قبل الزواج؟

2.     هل من الأفضل أن أسألها او أسأله عما إذا كانت تحبني فقط من أجل المال؟

3.     في أية حالة يتوجب إذن دق ناقوس الخطر والقلق بشأن العلاقة الزوجية؟

4.     وماذا لو كانت الخطيبة أو الزوجة هي مَنْ تملك أموالا أكثر من الرجل؟

 

الحب مع كسرة خبز وشربة ماء عذب أمر جميل للغاية لكنه يبقى في الواقع مجرد حلم لا وجود أساس له من الصحة. ولنسلط الضوء على هذا الموضوع ومعرفة مكانة المال في الحياة الزوجية وكذا لتحديد دوره فيها؛ لمعرفة ما إذا كان مجرد وسيلة لتلبية حاجات الزوجين أم أنه هدف وغاية في حد ذاته، استعننا برأي أحد الخبراء والذي قدمه في حوار مع أحد المجلات العالمية المتخصصة في مجال العلاقة الزوجية. حيث تحدث عن الأحاسيس والصراعات وتدبير الأموال، واليكم الأجوبة التي قدمها.

برنارد بريور هو محلل نفساني ومعالج متخصص في العلاقة الزوجية والأسرية وهو كذلك مؤسس مركز الدراسات الاكلينيكية في التواصل العائلي، وهو صاحب كتاب: الأسرة والمال والحب

 

سؤال: بحكم تجربتكم كمعالج متخصص في العلاقة الزوجية والأسرية فأنتم راكمتم تجربة كبيرة مع حالات مختلفة من الأزواج. ونظرا لذلك فبالنسبة اليكم كيف يجب أن تكون علاقة الحب والزواج المثالية؟ هل يجب ابعاد المسائل المادية عن العلاقة الزوجية؟

برنارد بريور: في الواقع، ان فكرة فصل المال عن الحب والعلاقة الزوجية هي مجرد وهم ليس الا. فكلنا نقول ونردد باستمرار أن الزوجين الذين يحبان بعضهما البعض لا ينبغي عليهما النظر الى المشاكل المالية ولا يجب أن ان يركزا عليها، وهذه فكرة خاطئة! فالحياة تعلمنا أن أقدار الحب والمال مترابطان ترابطا وثيقا.

فالهدف ليس هو الغاء أحدهما على حساب الاخر، والا فسنكون واهمين لو اعتقدنا ذلك. ما يجب فعله في الحقيقة هو أن نمنع هيمنة أحدهما على الآخر. في علاقة الحب بين الزوجين لا يجب أن تطغى فقط المشاكل المالية وحدها في الوقت نفسه لا يجب أن تطغى مشاكل الحب وحدها. يجب الحفاظ على التوازن في الحياة اليومية.

priscilla-du-preez-9R8tERq66HU-unsplash

1. ما العمل إذن؟ هل ينبغي اثارة مسألة المال منذ البداية؛ أي قبل الزواج؟

برنارد بريور: مهما كان مدخول أو ثروة الزوجين متفاوتين، وسواء كانت المرأة أغنى من الرجل أو العكس، وسواء كان المال قليلا او كثيرا...فإن من البديهي أن يكون هناك اقتصاد بين الزوجين. والأهم هو تقبل هذه الوضعية وتفادي ما نسميه بالاقتصاد السري لدى الأزواج؛ وهو عندما يكون لدى أحد الأزواج أموال حاصلة لكن هو يتكتم / هي تتكتم عنها ويرفض/ وترفض الكشف عنها، وهذا بلا شك يتسبب في مشاكل من دون أن يدريا. باختصار، أفضل سلوك يجب تبنيه هو التحدث عن كل شيء، وعدم إخفاء أي شيء بخصوص المال.

1. هل من الأفضل أن أسأله(ها) عما إذا كان(ت) تحبني(يحبني) فقط من أجل المال؟

برنارد بريور: هذا السؤال بكل تأكيد هو سؤال مهم، لكن شريطة أن يصاغ بهذه الطريقة: "أنت لا تحبينني (تحبني) من أجل المال، هذا صحيح؟"، وهنا سأقول قولا قد يصدم البعض وهو أن الآخر عندما يحبك من أجل المال فذلك أمر عادي، لأن الإنسان جُبِل على حب المال وهذا أمر لا اختلاف فيه. ولكن عندما نقدم على طرح هذا السؤال فيجب تجنب إصدار أحكام متسرعة. ففي الحقيقة أن تحب شخصا بسبب مستواه الاجتماعي وكل ما ينطوي عليه من اعتبارات مادية، ليس بالأمر الشرير على الإطلاق.

لان المال الذي هو خاصية عصرنا الحاضر، يجعل المريء قادرا على أن يكون ما يريد وأن يحصل على ما يريد. ومعنى هذا، أن الأزواج في الماضي كانوا يعيرون للحياة العائلية أهمية أكبر من الحياة الشخصية-الفردية، في الماضي كان الناس يدخرون ما لديهم من مال، لكن الازواج اليوم لا يحتفظون بالأموال ويفضلون أكثر الاستمتاع بحياتهم: السفر، شراء أثاث جديد، شراء منزل يقضيان فيه عطلة الصيف، شراء الملابس، الذهاب لصالات التجميل...الخ. ويمكن للأموال التي يصرفونها كذلك أن تمكنهم من توفير تعليم جيد لأبنائهم. وبالتالي فإذا كانت تُحِبُّني أيضا لأني رجل ميسور او يحبني لأني امرأة ميسورة، ولأننا سنعيش معا حياة أفضل فلا حرج أبدا في ذلك.


dmitry-demidko-eBWzFKahEaU-unsplash

1. في أية حالة يتوجب إذن دق ناقوس الخطر والقلق بشأن العلاقة الزوجية؟

برنارد بريور: ان العلاقة بين الزوجين تصبح أسوء عندما يرى الطرف الذي يملك مالا أكثر أن ماله فرصة للسيطرة واخضاع الآخر. فالمال لا يجب أن يُفقد الآخر حريته.

فعلى سبيل المثال: لو كانت المرأة هي التي تكسب أقل أو هي التي تملك ثروة أقل، فلا يجب للرجل أن يتخذ ذلك وسيلة لإخضاعها، لكيلا تنشأ بينهما علاقة مبنية على السلطة. والحالة التي تملك فيها المرأة أقل من الرجل هي الحالة الغالبة، هذا بالرغم من أن الأمور اليوم قد تغيرت كثيرا. لكن عندما يكون الرجل هو من يملك أموالا أكثر فإنه عادة ما يميل في الى الاستفادة من سلطته كرجل (وهذا ليس قاعدة عامة بكل تأكيد)، لكن ميله هذا لا يمنع أبدا وجود مشاعر الحب بينه وبين زوجته.

 

1. وماذا لو كانت الخطيبة أو الزوجة هي من تملك أموالا أكثر من الخطيب أو الزوج؟

برنارد بريور: بحكم تجربتي المهنية، وهنا أكرر وأنصح مجددا بتفادي الحقائق والأحكام الجاهزة، فالمرأة عندما تكون أغنى أو أكثر مالا من زوجها فإنها تميل الى جعله لا يحس بذلك. وعليه فأنت تجدها تحاول أن تصغِّر من حجم هذا الجانب من علاقتهما. وهي لا تسعى الى أن تبسط النفوذ الذي يخوله لها مالها.

الا أنها في هذه الحالة ستسقط من جديد في مأ سميته بمشكل الاقتصاد السري؛ بمعنى أنها تملك المال ولكنها تفضل أن تبقى متكتمة عليه ومخفية لتفوقها المادي، وهذا كله في نهاية المطاف قد يتسبب ببعض الإحباطات. فهذا التكتم قد يكون نابعا عن نية حسنة، لكنه قد يخلق المشاكل مستقبلا. فعندما تكون الزوجة ناجحة ولكنها في الوقت ذاته لا تريد أن تُظهر نجاحها فهذا دليل واضح على أنها لا تتقاسم حياتها مع زوجها حيث اختارت أن تجعله يجهل عنها الكثير وهنا بالخصوص حيث جعلته يجهل مقدار ثروتها.

وباختصار شديد: فكيفما كانت وضعية الزوجين، سواء كانا ميسورين أم لا، يجب عليما الكشف عن كل شيء وعدم التكتم على الأموال التي يملكانها، عليهما ألا يخفيا شيئا، وألا يقعا في خطأ الاقتصاد السري، لأن هذا الاقتصاد السري هو الذي قد يكون السم القاتل للعلاقة الزوجية.

ليست هناك تعليقات