كيف تتحققان من أن علاقتكما الزوجية على أحسن ما يرام؟

لكي تكون العلاقة الزوجية دائمًا في حالة جيدة، فمن الضروري الاقتداء بمقولة الطب الصيني التي تقول: الوقاية خير من العلاج. لذلك فمن الضروري معرفة كيفية تحديد نقط القوة ونقط الضعف فيها... إليكم بعض النصائح لتشخيص الحالة الصحية لعلاقتكما والعناية بها وضمان طول عمرها.


franck-v-nObpQZpso_s-unsplash

بما أن معدلات الطلاق في الكثير من البلدان العربية تبلغ نسبا عالية، فانه يبدو من الصعب ضمان استدامة العلاقة والحب. ومع ذلك، فإن هناك بعض الطرق للحفاظ على علاقة زوجية سليمة. فما هي إذن هذه الطرق؟ وما الذي يجب تشخيصه؟ الجنس؟ أم المال؟ بفضل إجابات ستيفان إدوارد الخبير المتخصص في العلاقة الجنسية، ستتمكنان من إعداد حصيلة شاملة لصحتكما العاطفية.

 

العلامات الدالة على أن علاقتكما الزوجية على أحسن ما يرام

1.     أنتما قادران على التواصل

 الزوجان اللذان يمكنهما مناقشة الأمور المهمة بهدوء هما زوجان يعيشان علاقة سليمة. فهذا النوع من النقاشات الأساسية لا ينبغي تجنبه أو التفريط فيه، لأنه الذي يخلق أسس ودعائم العلاقة الزوجية. لذلك فمن الضروري للغاية وضع جميع الموضوعات على طاولة الحوار والتحدث بشأنها وحتى لو كانت هذه المواضيع تبدوا بسيطة، وإلا فإن حكاية الزوجين السعيدين التي ألفتماها ستنتهي بسرعة. لهذا فان إجراء حوارات جادة أمر لا بد منه لتحظيا بحياة زوجية هادئة! إلا أن، ستيفان إدوارد يقول بأن هناك مفارقة بهذا الصدد حيث يقول:

  


نصيحة الخبير: فليطرح كل واحد منكما على الآخر مجموعة من الأسئلة المهمة، لكن شريطة طرحها باستعمال كلمات حلوة وعن طريق أسلوب الافتراض؛ حيث تقول(ين) مثلا: "مرحبا حبيب(ة) قلبي، لو كنت متفق(ة)، فأنا أريد أن أفكر معك سويا في بعض المواقف التي تهم مستقبلنا؛ فلنفترض أنه في يوم من الأيام سيتوجب علينا... أن نتحول من منزلنا،... وسنضطر لكسب أموالً أقل / أو سنكسب أموال أكثر ، ... إلخ. فماذا سيكون رأيك؟ وماذا سنفعل حينها؟"

 

2.    لديكما مشروع أو مشاريع مشتركة (ولا نقصد هنا إنجاب الأطفال وتربيتهم)

إن وجود مشروع مشترك بينكما يجعل من الممكن خلق امتداد نحو المستقبل مبني على الانسجام والملائمة: لأنكما بكل بساطة ستتكونان أقل ترددًا في تقديم بعض التنازلات عندما تعلمان أنكما تسعيان إلى تحقيق نفس الهدف. لذلك فالأزواج المتحابون يبادرون دائما بمشاركة أهدافهم مع بعضهم البعض. وقد تكون هذه الأهداف عبارة عن نشاط تجاري، أو عقار، أو سفر طويل وبعيد، أو أي شيء آخر، يحفزهما بشكل متساو. لكن الخبير ستيفان ادوارد هنا ينبه الى مسألة مهمة جدا حيث يقول:

 

 

 

نصيحة الخبير: يجب عليكما وضع هدف أو هدفين مشتر كين ثم تبدلان في كل يوم جهدا معينا من أجل تحقيقه.


3.    تتوافقان تقريبا في أغلب الأمور

 أنتما متقاربان بخصوص نظرتكما لتدبير المسائل المتعلقة بالمصاريف والنفقة اليومية، لا تختلفان في أمور الادخار والاقتصاد في المال؛ وبالتالي إذا كنتما تتفقان في كثير من الأحيان حول مواضيع مختلفة بهذا الخصوص، فهذا اذن دليل على توافقكما بشكل جيد. وللتأكد من ذلك يقترح الخبير ما يلي:

نصيحة الخبير: كل منكما يأخذ ورقة ويكتب فيها المبلغ الذي يرى أنه يجب أن يصرف خلال الشهر أو الأسبوع؛ 40% أم 70% أم %100 من المدخول، إذا كانت أرقامكما متقاربة فهذا يعني أنكما تنظران للأمور بنفس الطريقة.


4.    لديكما أذواق مشتركة وتتقاسمان الكثير من الأشياء؛

إذا كنتما تحبان البادية والحيوانات ولديكما نفس الهوايات، فهذا يعني أن لديكما بالفعل الكثير من الأنشطة التي ستزاولانها سوية. لكن ان كانت أذواقكما مختلفة تماما فهذا لا شك أنه سيطرح اشكالا فعليا.

نصيحة الخبير: مارسا على الأقل أربعة أنشطة مشتركة بوثيرة شهرية (كالرياضة، التسوق، التنزه، إلخ).

 

5.    أنتما تتقبلان اختلافاتكما وتتعاملان معها

إذا كان كل الأزواج يريان أن مشاركة بعض الأشياء بينهما أمر مهم، فإن الأزواج المتفتحين يدركون أيضًا ضرورة جعل اختلافاتهم وسيلة جيدة لتكملة بعضهم البعض. فلو كان أحدهما مثلا يخصص عملا كثيرا وجهدا كبيرا في سبيل انجاح مساره المهني الخاص به، فمن الأفضل أن يكون الآخر أكثر مرونة في هذا الموضوع، والعكس صحيح؛ هذا ما يطلق عليه الخبير ستيفان ادوارد "مستوى المرونة". حيث يرى أنه لا يجب أن يكون التوافق في كل شيء!  فالصواب هو أن يكون لديكهما هدف مشترك ولكن الوسائل لتحقيق ذلك الهدف قد تكون مختلفة. علاوة على ذلك، فمن الجيد أن يكون لدى كل واحد منهما هواياته الخاصة، وهذا أمر سيجعل كل واحد منهما يمتلك أشياء مختلفة خاصة به يرويها للآخر ويتقاسمها معه!     

                                                

نصيحة الخبير: كل واحد منكما عليه أن يمارس أربعة أنشطة خاصة به في كل شهر.

وبخلاف من يقول بأن قيام الزوجين بالعديد من العلاقات الجنسية بشكل مستمر كاف لضمان صحة العلاقة الزوجية، فإن إدوارد يرى: "أن الكثير من العلاقات الزوجية المتينة والناجحة تجد أن النشاط الجنسي لا يمارس فيها بكثرة والعكس صحيح أيضا". إذن فالمهم من خلال هذا كله هو الترسيخ للتوافق وتقبل الاختلاف والتعامل معه بإيجابية.

naina-vij--j35s3zjPKU-unsplash

 

العلامات الدالة على أن علاقتكما الزوجية ليست على أحسن ما يرام

عندما تكونان على اختلاف في أغلب الأحيان وتعارضان بعضكما البعض باستمرار، خصوصا عندما تقومان بذلك أمام الناس. فهذا أمر لا ينذر بالخير. أو إذا كنتما من النوع اللامبالي والمتكبر فهذا لا يبشر بخير أيضا. أما التذلل التام أمام الآخر فهو كذلك ليس سلوكا سليما. وأخيرا إن كنتما تنظران للأمور بنظرة براغماتية (نفعية) وكنتما تفكران في أنكما في غنى عن بعضكما البعض ولا سيما ان كنتما تجهران بذلك. كل هذه الأمور تدل على أن الأمور ليست على ما يرام.

باختصار شديد، إن الزواج، سواء شئنا أم أبينا، هو عقد أخلاقي بين رجل وامرأة -ينطوي على مجموعة من الواجبات والحقوق يلتزم كلا الجانبين بتأديتها، من أجل ضمان حياة زوجية سعيدة. وحتى لو لم تكن هذه الحياة الزوجية رومانسية كما ينبغي أن تكون، فإن كلا الزوجين يجب أن يفهما أن الأمر يحتاج إلى عمل وجهد متواصل حتى تسير العلاقة الزوجية على ما يرام، وأنه يجب عليهما الاهتمام أكثر بهذه العلاقة، وأن يضعا في الحسبان أن من جد وجد وأن بعد العسر يسرا وراحة.

مع خالص التقدير ودوام المحبة






ليست هناك تعليقات