لماذا يحظى الرجال بمظهر جميل رغم تقدمهم في السن بينما نحن النساء مجبرات على أن نبقى شابات؟ !

هل بإمكانكن أن تشرحن لي لماذا يتمتع الرجال "بالحق" في التقدم في السن؟ كيف يستمر المجتمع في النظر إليهم على انهم جميلون مع انهم متقدمون في السن بينما نحن، النساء، مجبرات على أن نبقى شابات؟ (أو على الأقل أن نحافظ على مظهر شاب)؟ هذا يبدو غير عادل اليس كذلك؟

 

في الواقع يحق لنا أن نقول بأن هذا الامر غير عادل! والسبب الأول في ذلك يعود الى 000 100 سنة مضت حيث تعوَّد دماغ الانسان البدائي العاقل على تفضيل "الشباب" عند المرأة حيث كان يعتقد أنه دليل على الخصوبة، فأسلافنا كان هدفهم الأول آنذاك هو التوالد بغية الحفاظ على استمرارية النوع البشري.

واليوم فبالرغم من مرور الزمن فإن دماغنا البشري ما يزال متمسكا بهذه الأفكار القديمة... فالطبيعة المتجذرة فينا هي من توجه تفضيل الرجال "للشباب" عند المرأة، هذا على الرغم من أنه في بعض المجتمعات المعاصرة، كالمجتمعات الأوروبية مثلا، لم تعد المحافظة على النسل هي الشغل الشاغل لدى كثير من الناس. حيث أثبتت بعض الدراسات أنه حتى الأشخاص الذين لا ينوون الحصول على الأولاد نجدهم يعطون الأولية للشباب عند المرأة أكثر من أي شيء آخر!

هناك عامل ثان يتدخل في هذه اللامساواة، وهو العامل البيولوجي. حيث أن الرجال كلما تقدموا في السن زادت ملامح الذكورة لديهم جلاء (فكين ظاهرين، شعر كثيف، ذقن مربع الشكل الخ)، بينما ملامح الوجوه الأنثوية تُطمس بفعل الشيخوخة او التقدم في السن: (عظام خد بارزة، شفاه مترهلة، عيون أكبر من تلك التي لدى الرجال، إلخ.) وبالتالي فالتقدم في السن يجعل مظهر الرجال يبدو أكثر ذكورة بينما مظهر النساء على العكس تماما يبدو أقل أنوثة! ولهذا فمسألة ربط الجمال بالشباب يعاني منها النساء أكثر من الرجال.

ونجد في مرحلة ثالثة العامل الثقافي الذي ينشر ويزيد من حدة هذه اللامساواة، فالعوامل البيولوجية وحدها أبعد من أن تحدد تصرفاتنا بشكل قطعي، وعليه فمجتمعاتنا الحالية رسخت لفكرة الحد من الشيخوخة وهذا ما أدركته شركات وعيادات التجميل الكبرى التي تحاول جاهدة أن تقنعنا بمكافحة ظاهرة لا علاج لها والتي هي شيخوخة الجلد، ولا شك ان هذه وسيلة سحرية جديدة لحصد المال حلى حساب النساء الطامحات للمحافظة على مظهرهن الشاب، لكننا اليوم نشهد تحولا في الواقع المعهود فالتجميل ومواده لم تعد فقط حكرا على النساء، إذ أن مبيعات مستحضرات التجميل الخاصة بالرجال أضحت هي الأخرى تسجل ارتفاعا غير معهود ، وربما يكون هذا دليلا على أن الرجال أصبحوا كذلك معنيين بمسألة الشيخوخة !