الرغبة الجنسية المفرطة (النامفومانيا)


هي ظاهرة كانت وماتزال إلى يومنا هذا مثار الكثير من التصورات الخيالية وموضوع يتداول الناس بشأنه كثيرا من الأفكار المسبقة الشائعة والخاطئة في أغلب الأحيان.

فيما يلي سنعرض بتفصيل 7 أشياء لا تعرفها عن الرغبة الجنسية المفرطة: هذه الظاهرة التي يجهلها الكثيرون والتي يعتقد خطئا أنها خاصية يتميز بها الجنس الأنثوي فقط.

 

correen-vbyHvMlz0Bw-unsplash


هذه الظاهرة يطلق عليها في القاموس العلمي الحديث:“الرغبة الجنسية المفرطة” أو (hypersexuality ) بالإنجليزية.

منذ سنة 2000 أصبح مصطلح (hypersexuality) أو “الرغبة الجنسية المفرطة” يستعمل كبديل عن مصطلح النامفومانيا . (nymphomania)  

عرفت هذه الحالة المرضية بكونها: “تردد مفرط، جامح ومتصاعد للسلوك الجنسي والذي يعرف استمرارية لدى الشخص المصاب بها بالرغم من العواقب السلبية التي يمكن أن تتسبب فيها”. هذه الحالة المرضية قد تصيب ما نسبته 3 إلى %6 من الأشخاص حول العالم حيث يمثل الرجال %80 منهم.** 

 

ü                       هذه الحالة المرضية ليست مقتصرة فقط على النساء كما هو شائع

ومع ذلك فإنه ناذرا ما نسمع أو نرى رجلا ينعت بأنه نامفوماني. هذا التمييز العنصري المصطلحي يفسر بما مفاده أن المجتمع يميل دائما إلى التركيز على العيوب ذات الطابع الجنسي لدى النساء، وقد كانت هذه الوضعية السائدة منذ القرون القديمة



كلمة نامفومانيا مشتقة من كلمتين إغريقيتين “مانيا” التي تعني (جنون) و”نامف” والتي تعني آلهة في صورة حورية شابة عارية. إلا انه منذ العصر الإغريقي الروماني كانت النمفومانيا موجودة كذلك لذى الرجال. وهكذا نتحدث عن”Satyriasis” الساتيريازيس” وهي الحالة الخاصة بالرجال وتعني هذه الكلمة تلك الكائنات الأسطورية التي تجسد القوة والفحولة), إلا أنه سرعان ما اختفى هذا المصطلح… 

ü                      لا يملك العلماء الكثير من المعلومات حول أصل هذه الحالة المرضية

أسباب نشوء الرغبة الجنسية المفرطة ماتزال يشوبها الكثير من الغموض. بعض المختصسن يرون أنها ناتجة عن اختلال في توازن مواد السيروتونين والدوبامين والنوريبينيفرين على مستوى الدماغ بينما يرى آخرون أن آختلالا في الهرمونات ناتج عن عملية غير مناسبة لتحديد النسل أو عن إفراز هرمونات داخل الدورة الدموية. هذا لأنه يظهر بأن الأزمات الصحية تزداد سوءا خلال مرحلة الإباضة لاكن الأمر المؤكد هو أن هناك علاقة وطيدة بين الإضطراب القطبية والرغبة الجنسية المفرطة وبالخصوص خلال مرحلة الإثارة الجنسية. وأخيرا يمكن أن نضيف بأن “الاليفودوبا” التي يصفها الأطباء لعلاج مرض باركينسون أو تناول جرعات لمدة طويلة يمكن ان تتسبب في اختلال تتولد عنه الرغبة الجنسية المفرطة


andy-watkins-AtPbmIH97mA-unsplash


ü                       أن تكون لك رغبة جنسية جامحة لا يعني أنك نامفوماني

إنتبه جيدا! إن كنت معتادا على وصف صديقك زيد أو زميلتك سارة بالنامفومانيا فعليك أن تكف عن ذلك في الحين. أولا لأنك بتصرفك على ذاك النحو فإنك تقوم بتهميشهما وبإقصائهما وثانيا لأن هناك احتمالا كبيرا أن تكون مخطئا. الرغبة الجنسية المفرطة لا علاقة لها مع الغريزة الجنسية الجامحة وليست ناتجة عن نمط حياة جنسية ذي وثيرة مفرطة. وذلك لأن المصاب بها تغمره أفكار جنسية تغزو ذهنه وتفكيره، كما تجتاحه كذلك تصورات جنسية ورغبات جد مزعجة قد يؤدي تأثيرها الى منع صاحبها من العمل ومن عيش حياة اجتماعية طبيعية وقد يؤدي به الأمر كذلك الى الإدمان على مشاهدة أفلام الخليعة وإلى الكذب والخيانة الزوجية إذن زميلتك سارة لا علاقة لها بالنامفوماتنيا!


ü                       هل الرغبة الجنسية المفرطة (heterosexuality) مرض؟

لا يمكن أبدا القول بأنها ليست بمرض. فعندما يكون المصاب بها في حالة بحث دائمة عن الجنس، وحينما تجتاحه غرائز قوية طول الوقت فإنه بالفعل يعيش حالة مرضية حقيقية، وهذا هو الثمن الذي قدر على ذوي الرغبة الجنسية المفرطة دفعه. إذا كان البعض من النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة المرضية – يحصلن على النشوة الجنسية خلال بضع ثوان فقط من عملية الجماع فإنهن يسعين الى إدامة حالة الشعور بالنشوة وهذا بدوره يؤدي بهن الى تكثيف العلاقات الجنسية مع شركاء مختلفين، وهذا يجعلهن عرضة للإمراض والإلتهابات الخطيرة المنتقلة جنسيا




sutirta-budiman-eN6c3KWNXcA-unsplash


ü                       الرغبة الجنسية المفرطة تسبب المعاناة لصاحبها

بعض النساء الأخريات لا تحصل لهن النشوة الجنسية ونظرا لذلك يكثرن من الشركاء الجنسيين بحثا عن لذة مفقودة. يعانين طوال الوقت من مشاكل مالية أو من الديون، كما أنهن باستمرار ضحية للإذلال والتهميش ويعانين من القلق والاكتئاب. الجنس بالنسبة إليهن عبارة عن وسيلة لتخفيف مشاعر الألم، ولمواجهة الضجر والوحدة. هذا وقد أثبتت مجموعة من الدراسات بأن الرغبة الجنسية المفرطة يمكن أن تنتج عن اعتداء جنسي سابق. وفي هذه الحالة تحاول الضحية دون جدوى استرجاع سلطة قد سلبت منها وعليه فهي تفقد توازنها خلال هذا البحث المستجد والمستحيل.



ü                       حالة مرضية يمكن علاجها

هناك العديد من الطرق لمعالجة حالة الرغبة الجنسية المفرطة كالإستعانة بأخصائيي الغدد الصماء أو الأطباء والمعالجين النفسانيين أو الإستعانة بجمعيات أو منظمات طبية و توعوية كمجموعة “سكس أديكت أنونيموس” (Sex Addicts Anonymous) التي تعمل على الإنصات الى المدمنين من ذوي الأمراض الجنسية وعلى إيجاد مختلف الحلول الكفيلة بمعالجتهم. وهذا كله قد حصل بفضل التقدم العلمي الذي يشهده العالم اليوم. ففي القرن التاسع عشر كان الأطباء الأوروبيون يعتقدون بأن الإسراف في تناول بعض الأغذية الغنية بالشوكلاتة والتفكير في أمور مخلة بالحياء وقراءة روايات جنسية والقيام بالعادة السرية كلها أمور تحفز الجهاز العصبي لدى النساء وتولد لديهن رغبة جنسية جامحة وحامية الوطيس

ولعلاجهن لم يجدوا إلا حلا واحدا وهو بتر بظورهن ومبيضيهن وإحداث نزيف بفروجهن وإن لم يكن ذلك فإنهم يمنون عليهن بحمامات باردة أو بفترة من الراحة الإجبارية.

لحسن الحظ أننا نعيش في زمن العلم والتكنولوجيا


**هذه دراسة أعدتها البروفيسورة فلورونس تيبو(من مصلحة الطب النفسي بمدينة رووان بفرنسا) وهي بروفيسورة باحثة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية 



 


ليست هناك تعليقات